قول الله تعالى فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة اللَّهِ التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق اللَّهِ
كاتب الموضوع
رسالة
Admin Admin
رقم العضوية : 1 عدد المساهمات : 131 نقاط : 7032 تاريخ التسجيل : 06/06/2010 العمر : 24 الموقع : maroc
موضوع: قول الله تعالى فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة اللَّهِ التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق اللَّهِ الأحد يونيو 06, 2010 10:44 am
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قول الله تعالى
فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة اللَّهِ التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق اللَّهِ[size=16] الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين أجمعين.
وقال أبو العالية: تعلموا الإسلام فإذا تعلمتموه فلا ترغبوا عنه، وعليكم بالصراط المستقيم؛ فإنه الإسلام، ولا تنحرفوا عن الصراط يمينا ولا شمالا، وعليكم بسنة نبيكم وإياكم وهذه الأهواء. انتهى.
ثم ذكر المؤلف حديث ابن مسعود -رضي الله عنه-: إن لكل نبي ولاة من النبيين يعني إن لكل نبي أحباء وقرناء هم أولى به من غيرهم. قال: وإن وليي منهم أبي إبراهيم وخليل ربي يعني أن ولي النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأنبياء هو أبوه إبراهيم عليه السلام وخليل ربي هذا من الخلة وهي خالص المحبة، فإبراهيم خليل الرحمن ومحمد -صلى الله عليه وسلم- خليل الله، ثم قرأ مستشهدا: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا يعني إن أولى الناس بإبراهيم عليه السلام هم الذين اتبعوه سواء كانوا في زمانه أو بعد زمانه ممن جاء بعده على ملته، وهذا النبي -يعني نبينا- محمد -صلى الله عليه وسلم- والذين آمنوا من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ وهذه الآية فيها رد على الذين يزعمون أن إبراهيم عليه السلام كان يهوديا أو نصرانيا أو من المشركين؛ وهذا الحديث خرجه الترمذي وأحمد والحاكم وغيرهم، وقد اختلف في وصله وإرساله، قد رجح الترمذي وأبو زرعة وأبو حاتم الوجه المرسل.
قال: ولهما عن ابن مسعود قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أنا فرطكم على الحوض يعني أنه -صلى الله عليه وسلم- هو الذي يتقدم أصحابه على الحوض وهو الحوض الذي يكون في عرصات يوم القيامة قد جاءت فيه أوصاف كثيرة كما هو في كتب السنة المشهورة.
قال: وليرفعن إلي رجال من أمتي أي يظهرهم الله عز وجل لرسوله -صلى الله عليه وسلم- حتى يراهم. قال: حتى إذا أهويت لأناولهم يعني حتى إذا أهوى -صلى الله عليه وسلم- ليناولهم من الحوض ليشربوا منه؛ قال: اختلجوا يعني أنهم اقتطعوا وجذبوا قهرا بغير اختيار منهم قال: اختلجوا دوني يعني أنهم يقتطعون بالقرب من النبي -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يناولهم عليه الصلاة والسلام شرابا من الحوض؛ قال: فأقول: أي رب أصحابي ؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعرفهم في الدنيا، وكانوا هؤلاء إما أن يكون من أظهر الإسلام وكان منافقا أو يكون أسلم في عهده عليه الصلاة والسلام ثم ارتد، أو يكون ممن أحدث في الدين بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- وإن لم يرتد ويكون اقتطاعه في هذه الحالة إنما هو اقتطاع مؤقت بمعنى -أن هذا- أن من عقوبته ألا يشرب من حوض النبي -صلى الله عليه وسلم- وإن كان مآله إلى الجنة؛ فبعض العلماء يقصرها على واحد من هذه الأصناف وبعض أهل العلم يعممها في الجميع. قال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك يعني ما أحدثوا من الحدث الذي يكون في الدين، وقد قدمنا أنه قد يكون بما يخرج من الملة، وقد يكون ما هو دون ذلك.
ثم قال: ولهما عن أبي هريرة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: وددت أنا قد رأينا إخواننا ؛ هذا الحديث الذي ذكره المؤلف وهو رواية مسلم ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- لما زار المقبرة كما في صدر الحديث أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أتى المقبرة فقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون وددت أنا قد رأينا إخواننا يعني ود النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه رآهم في الدنيا قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله ؟ قال: " أنتم أصحابي وقوله عليه الصلاة والسلام أنتم أصحابي لا ينفي أن يكونوا أخوة له عليه الصلاة والسلام، ولكن الصحبة شيء زائد عن الأخوة، فكل صحابي فهو أخ وليس كل أخ صحابيا ولهذا قال أهل العلم إن قوله: عليه الصلاة والسلام: أنتم أصحابي هذا فيه تفضيل للصحابة على من جاء بعدهم؛ لأن من جاء بعدهم إنما هم إخوة، وأما الذين صحبوا النبي -صلى الله عليه وسلم- فهم إخوة ولهم الوصف الخاص وهو الصحبة؛ والصحبة أكمل من مجرد الأخوة؛ لأن الصحبة لها شرفها.
ثم قال في الحديث: بين ظهراني خيل دهم بهم الدهم هي السود، والبهم جمع بهيم وهو الذي لا يخالط لونه لون آخر، ويكون المعنى بين ظهراني خيل سود خالصة السواد، بمعنى أن أو المراد بهذا الحديث هو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يشبه أصحابه في الأمم بهذا التشبيه وهو أن الرجل إذا كانت له إبل وكانت هذه الإبل غرّ محجلة يعني يخالط لونها لون آخر، ومنه الغرة والتحجيل، والغرة هي بياض في جبهة الفرس، والتحجيل بياض في يديه يدي الفرس ورجليها، فإذا كان هناك خيل سود خالصة السواد وهذه الغر المحجلة بينها تميزت الخيل الغر المحجلة عن تلك فيعرفها صاحبها، وهكذا أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن سار على طريقتهم واتبعه عليه الصلاة والسلام يأتون يوم القيامة قد خصهم الله عز وجل بالغرة والتحجيل فيتميزون عن الأمم.
ثم قال عليه الصلاة والسلام: ألا ليذادن رجال يوم القيامة عن حوضي كما يذاد البعير الضال يعني أن هناك رجالا يبعدون ويطردون عن حوضه عليه الصلاة والسلام كما تطرد الإبل أو كما يطرد البعير الذي ضل إذا أراد الانضمام إلى جماعة الإبل الذين يتبعون الراعي. قال: أناديهم ألا هلم يعني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ينادي هؤلاء الرجال أقبلوا لأنه عليه الصلاة والسلام كان يعرفهم في الدنيا وكانوا من أصحابه. فيقال: إنهم قد بدلوا بعدك يعني لم يكونوا على ما كانوا عليه في حال حياته عليه الصلاة والسلام، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- إنما ناداهم بناء على ما كان يعلمه من أحوالهم ولكن حدث التبديل والتغيير من بعده؛ وهذا فيه رد على الذين يزعمون أن الرسول عليه الصلاة والسلام يعرف أحوال الأمة بعد الوفاة. قال: فأقول: سحقا سحقًا يعني هذه الكلمة فأقول سحقا سحقا أي بعدًا بعدا لهم وكررها للتأكيد، وهذه الكلمة وهي سحقا تضبط بسحقا ضم السين وتسكين الحاء أو إسكان الحاء وبالضم فيهما يقال سحقا وبهما قرئ قوله تعالى: فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ فالجمهور قرؤوها بالإسكان والكسائي قرأها بالضم في الموضعين في الحرفين سحقا.
قلت: وما شأنهم؟ قالوا: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى أي أنهم رجعوا إلى الخلف؛ لأن القهقرى هي الرجوع إلى الخلف بمعنى أنهم عادوا إلى ما كانوا عليه من قبل. ثم إذا زمرة - فذكر مثله - يعني زمرة أخرى عرفهم النبي -صلى الله عليه وسلم- وخرج رجل من بينه وبينهم وقال: ما تقدم. قال: فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم الهمل بالفتح هي الإبل التي ليس لها راع، والمعنى من هذا أنه لا يرد على حوضه عليه الصلاة والسلام من هؤلاء إلا قليل؛ لأن الهمل وهي الإبل الضوال والتي ليس لها راع هي بالنسبة إلى الإبل التي لها راع قليلة، فبين النبي عليه الصلاة والسلام أنه لا يرد من هؤلاء على حوضه إلا قليل.
ولهما في حديث ابن عباس رضي الله عنه: فأقول كما قال العبد الصالح يعني إذا قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم: وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم - يعني كما قال عيسى عليه السلام؛ فقوله: كما قال العبد الصالح فيه إشارة إلى الرد على الذين يعبدون المسيح عليه الصلاة والسلام، فجاء النبي عليه الصلاة والسلام له بوصف العبودية لأن النصارى غلت فيه فعبدته من دون الله تعالى. فأقول كما قال العبد الصالح: وكنت شهيدا عليهم ما دمت فيهم يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم يذكر ما ذكره العبد الصالح عيسى عليه السلام، لأن النبي صلى الله عليه وسلم دعا هؤلاء فقال: هلم، بناءً على ما كان يعلم من أحوالهم قبل وفاته عليه الصلاة والسلام؛ فهذا بيان أو قول النبي عليه الصلاة والسلام هذا فيه بيان أو تعليل لدعوته عليه الصلاة والسلام لهؤلاء الذين بدلوا بعد وفاته؛ لأنه عليه الصلاة والسلام كان يعلمهم حال الوفاة أما بعد الوفاة فالله عز وجل هو الرقيب عليهم. إذا ضممت هذا إلى ما تقدم من قوله عليه السلام: فأقول سحقا سحقا وجدت الاستسلام لحكم الله عز وجل وعدم المجادلة، وإنما سلم لحكم الله عز وجل لأنه عن علم، فيستسلم النبي صلى الله عليه وسلم للحكم ويعتذر عليه الصلاة والسلام عن قوله: أي رب أصحابي، وعن قوله وعن دعائه صلى الله عليه وسلم لهم بالورود على حوضه. وهذا الحديث في هذه الروايات وهذا الحديث يدل الشاهد منه في قوله: إنهم قد بدلوا بعدك أو إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك هذا فيه التحذير من التبديل والتغيير في الدين وبمفهومه يدل على وجوب الاستمساك بالدين حتى الوفاة فهو يوافق قوله تعالى: فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ فمن بدل أو غير فإنه لم يقم وجهه للدين حنيفا.
ثم ذكر المؤلف حديث ابن عباس فقال: ولهما عنه يعني عن ابن عباس مرفوعاً: ما من مولود يولد إلا على الفطرة والفطرة هنا هي الإسلام كما ذكرنا في الآية، وليس المراد هنا أن هذا الطفل أو هذا المولود خرج من بطن أمه يعلم الدين فإن الله عز وجل قال: وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا ولكن المراد أن فطرة هذا المولود التي فطره الله عز وجل عليها تقتضي معرفته لله ومحبته للإسلام، فلو خلي بينه وبين الفطرة فلم تغير ولم تبدل -فإذا لم تغير فطرته ولم تبدل- فإنه لم يعدل عن الإسلام إلى غيره؛ أما معرفة تفاصيل الدين فهذه إنما يتلقاها عن الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام، لكن المولود يولد وقد هيأه الله عز وجل للإقرار بربوبيته ومحبة دينه، فإذا لم يوجد عارض يعارض هذا ويصرف هذه الفطرة عن هذا فإنها تقبل على الإسلام.
قال: تعرف منهم وتنكر أي تعرف من أعمالهم وأقوالهم ما يوافق السنة وتجد من أقوالهم وأعمالهم ما تنكره لمخالفته للسنة. قلت: فهل بعد ذلك الخير يعني بعد ذلك الخير الذي فيه دخن. قال: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم فتنة عمياء فقوله: فتنة عمياء، هي ليست في صحيح مسلم وإنما خرجها أبو داود رحمه الله؛ وقوله: فتنة عمياء، هذه الفتنة العمياء إنما سميت عمياء لأن من وقع فيها لا يجد منها مخرجا أو أنها تأخذ الناس على غرة من غير بصيرة منهم فيعمون فيها ويلتبس عليهم الحق بالباطل وتصم آذانهم عن سماع الحق. قال: ودعاة على أبواب جهنم قوله: ودعاة على أبواب جهنم؛ هؤلاء الدعاة هم الذين يدعون إلى المنكر، ولكن قال: على أبواب جهنم على اعتبار ما يئول الحال إليه لأن المقصود هنا أن دعوتهم إلى المنكر أو إلى هذه الأفعال المحرمة تورث صاحبها الوقوع في النار فعبر بما يئول إليه الحال. قال: من أجابهم إليها قذفوه فيها لأنهم هم الذين دعوا إليها وتسببوا؛ قال: قلت: يا رسول الله صفهم لنا، فقال: قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا. يعني بذلك أن هؤلاء في الظاهر أنهم مثلنا ومعنا ولكن في الباطن هم مخالفون لنا؛ لأن الجلد هو ما يظهر يعني هو غشاء البدن الظاهر فهؤلاء قال: قوم من جلدتنا، يعني أن صفاتهم الظاهرة كصفاتنا ويتكلمون بألستنا.
[b]قال العلماء: معنى ذلك أنهم إما أن يكونوا من هذه الأمة ثم ارتدوا أو أنهم من هذه الأمة ولكن وقع فيهم محدثات وضلالات؛ لأن الداعي الذي يكون على أبواب جهنم تارة يدعو إلى الكفر وتارة يدعو إلى ما دون الكفر. قال: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ وهذا سؤال عن طريق النجاة؛ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم يعني أنه إذا وقعت هذه الفتن فالنجاة منها أن يلزم الإنسان جماعة المسلمين وإمامهم، وهذا بين وظاهر في أهمية الجماعة كما أنه ظاهر في أهمية نصب الإمام والسمع والطاعة له وإن كان عاصيا جائرا ظالما. قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: فاعتزل تلك الفرق كلها فالمخرج هو لزوم جماعة المسلمين فإن لم يجد فيعتزل الفرق كلها؛ لأنه حينئذ لا يكون هناك جماعة للمسلمين. [url=http://www.startimes2.com/--SS--:Op
قول الله تعالى فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة اللَّهِ التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق اللَّهِ